إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

478 ـ عبدالله السلال (1917م ـ    )

عسكري ورجل دولة يمني، قاد أول انقلاب عسكري ناجح ضد حكم الإمامة في اليمن، وأقام النظام الجمهوري فيها بدعم عسكري سياسي ومادي، من نظام الرئيس المصري جمال عبدالناصر.

ولد عبدالله السلال في صنعاء، عام 1917، في عائلة متواضعة الحال، أرسل إلى بغداد وتخرج في الكلية العسكرية عام 1938. وفي العام التالي لعودته اعتقل بسبب آرائه السياسية الداعية لتغيير سياسة البلاد، والمناهضة لسياسة العزلة التي كان يفرضها حكم الإمامة على البلاد، ثم أفرج عنه والتحق بالجيش اليمني من جديد في 1940، وظل فيه ثماني سنوات متتالية.

وفي عام 1948، شارك في محاولة انقلابية فاشلة ضد حكم الإمام يحيي، فحُكم عليه بالسجن لمدة ثمانية أعوام، قضى سبعة منها ثم أفرج عنه عام 1955، وعينه الإمام البدر رئيساً لحرسه الخاص.

في عام 1959، عين محافظ للحديدة وهي ميناء رئيس وهام لليمن علي البحر الأحمر،  ثم سجن للمرة الثالثة في عام 1961، لأسباب سياسية تتعلق أيضاً بنشاطه في أوساط الضباط اليمنيين ضد حكم الإمامة. وخرج من السجن في عام 1962، فعينه الأمام البدر، رئيساً لأركان حرب الجيش اليمني.

وفي 26 سبتمبر 1962، قاد السلال حركة انقلابية ـ بدعم من القوات المصرية ـ أطاحت بالإمام البدر. الذي كان قد تسلم حكم البلاد خلفاً لأبيه الإمام يحي. وفي اليوم التالي لقيام الثورة اليمنية، اختير السلال رئيساً لمجلس قيادة الثورة.

وفي أغسطس 1963، أصبح السلال أول رئيس للجمهورية، بعد صدور دستور مؤقت للجمهورية اليمنية.

وأعلنت الثورة إلغاء الفوارق القبليّة والدينية، كما أعلنت المساواة بين الطوائف وإلغاء الرق، وخلال عام 1964، وضعت خطة كبيرة لنشر المدارس، والتعمير، وتعبيد الطرق، ودعم الرعاية الصحية، بالتعاون مع مصر.

واجه السلال معارضة من بعض القبائل، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية. وتفاقمت الأمور بينه وبين بعض الجمهوريين اليمنيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء اليمني، آنذاك، عبدالله العمري.

وفي محاولة لإخراج البلاد من أزمتها، استجاب السلال في الأول من أكتوبر 1965، لاقتراح الرئيس جمال عبدالناصر، بالعودة إلى القاهرة، تاركاً للمجموعة الأخرى من الجمهوريين فرصة ممارسة الحكم من دونه من أجل تحقيق السلام وحماية الجمهورية.

وبقي السلال في القاهرة، بينما مُنح عبدالله العمري رئيس الوزراء، كل صلاحيات السلال. وفي يوليه 1966، طالب اللواء المصري، طلعت حسن، قائد القوات المصرية في اليمن بعودة الرئيس السلال إلى اليمن، الذي استعاد صلاحياته مرة أخرى، واستقرت الأوضاع باليمن.

وفي يونيو 1967 اندلعت الحرب بين مصر وإسرائيل، وتطلب الأمر سحب القوات المصرية من اليمن، وفي أغسطس 1967 انعقد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم وتم الاتفاق علي انسحاب القوات المصرية من اليمن.

وأثناء وجود السلال، في زيارة إلى بغداد في 5 نوفمبر 1967، أطاح انقلاب عسكري بحكومته، فلجأ السلال إلى بغداد. وشكل الانقلابيون مجلساً رئاسياً لإدارة البلاد برئاسة القاضي عبدالرحمن الأرياني.